Harith's Space!

In "Harith's Space!" I share some personal feelings, memories, thoughts and observations. Help me to make this space positive by allowing me to learn from your feedback.


لا أدر حتى هذه اللحظة مالذي جعلني أذكر مدرستي الابتدائية ، ومالذي حدث لذاكرتي فجعلها تذكر مراحل دراستي الأولى بمدرسيها وطلابهـا. كنت في الطائرة في رحلة من أوماها إلى دينفر في طريقي إلى منزلي بسان فرانسسكو ، وكانت الطائرة تدور وتدور حتى تخف الأمطار في دينفر فيسمح لها بالهبوط. فلا المكان ، ولا الزمان ، ولا حتى الأجواء تدعوني لتذكر مدرستي الابتدائية.. ولكن بمشيئة قادر أحد حدث تسلسل منطقي غريب.. تسلسل لا أذكره من صغره ، جعلني أذكر تلك المرحلة بتفاصيل محيرة فتبسمت وأستعجبت. فوددت الكتابة والتدوين حال وصولي لمطار دينفر ، فالذاكرة أصبحت حاطئا مال حتى وقع وانكسر.. فهـرعت كعادتي لدفتري وقلمي وهما سلواي أينما طارت بي الأقدار.

كان اسمها (مدارس المنارة الشرقية) وكان لها فروع عدة في أنحاء المملكة العربية السـعودية ، فتسمى المنارة الغربية في جدة ، والشرقية في الخبر والمدن المجاورة لهـا وهكذا. وقد علمت فيما بعد (بعد قرابة خمسة عشر عاما) من صديقي العزيز (عمار الجلي) والذي عاش الرياض في نفس الفترة ، بأنه وكل الأطفال الأشقياء كان يسخرون من أصدقائهم الذين يدرسون في المنارة. فهي بنظرهم مدرسة للأطفال المدللين! وعندما أذكرها اليوم استعجب عن أي دلل كانو يضحكون!

درست فيها مراحلي الدراسية من الصف الأول إلى الصف الرابع الابتدائي. في الصف الأول أذكر مربي الفصل وكان اسـتاذا فاضلا. كان مصري الجنسية واسمه مصطفى نور الدين. كان دائم البسمة ، واسع الأفق وذا خلق رفيع وكريم. كنت معجب به بشده.. ربما وجدت فيه شيئا في ذلك العمر. ولعله احس بذلك الاعجاب ، فكان يوليني رعاية خاصة حتى آخر يوم لي في المدرسـة.

أذكر له خطه الجميل بالعربية. وإن علّق أحد اليوم على خطي بالمدح فسأدعو له في سري. كنت أقلد كل ما يكتب.. حتى توقيعه! كان له توقيع أذكره حتى اليوم.. توقيع وكأنه رسم بريشة فنان. فكان أول توقيع لي نسخة مطابقة لتوقيعه!

أذكر أنه في ذات مرة كان يتلو لنا سورة التين ، وعندما قرأ الآية (ثم رددناه أسفل سافلين) قلت في نفسي (مسكين فهو ألجن فقال سافلين بدلا من ثافلين)! كنا لا نقرأ بالطبع في ذلك العمر ، فنحفظ ولا نقرأ فحفظتها (ثافلين) وأنا مصّر كل الاصرار أنه لا يعرف نطق السين وإنما هي (ثافلين). اكتشفت خطأي بعد سنين ، وإلى يومنا هذا كلما سمعت أو قرأت تلك الآية ابتسمت واحسست بأنني أنطقها خطئا وهي (ثافلين)!

ح.ع

1 comments

  1. aelgali  

    LoooL, Yea Almanart students considered spoiled compared to (faisal, Fahad and badr) and the fights every Wednesday after school… yama ‘et3alagna fiha .looooool

Post a Comment

Subscribe to: Post Comments (Atom)