Harith's Space!

In "Harith's Space!" I share some personal feelings, memories, thoughts and observations. Help me to make this space positive by allowing me to learn from your feedback.


كان ذلك الشعور السائد لدي وأنا أقرأ آخر ما صدر للأديب العالمي الطيب صالح. قرأت له الكتاب رقم (7) من سلسلة (مختارات الطيب صالح) بعنوان (وطني السـودان). ومن عنوان الكتاب واسم الطيب صالح أسفل منه لك أن تتخيل الروعة!

بدأت في قراءته بعد أن اختفت الخرطوم عن الأنظار.. فغطت السحب نيلها العظيم. فلم يعد لك سوى الذاكرة العتيقة ، ومتعة النظر إلى الصور الثابتة ، والاستماع إلى لحن سوداني شجي كي تعيد الذكرى. أخرجت الكتاب وكأني أجعله سندا في إعادة تلك الذكرى.. وقد كان خير أنيس ومعين.

الكتاب سلس وممتع للغاية. استمتعت به لدرجة أنه كلما انتهيت من فصل من الفصول نظرت للفهرس كي أعرف كم فصلا جميلا آخر سأقرأ.. وبخوف أعد كم صفحة تبقت! كم جميلة القراءة عندما يكون الأسلوب سلسا وممتعا ومنسابا. كنت أعيد قراءة بعض الفقرات والجمل مرات ومرات من شدة اعجابي برقي الاسلوب ، والاختيار الجميل للكلم ، والتركيب الرصين للجمل. في الكتاب يتحدث الطيب صالح عن ما جال في خاطره في الفترة بين 1988 وربما منتصف التسعينات. لم يتعرض الكتاب لتواريخ أو سنوات ولكن بناءأ على أحداث ذكرها كان ذلك تقديري. الكتاب لا يخلو عن آراء ممتعة في السياسة وأسيادها. وعن شخصيات من المجتمع يصف بعضهم وصفا يجعلك تتشوق لسماع المزيد.

لا أدر حتى هذه اللحظة بم أصف ذلك النوع من الكتابة. فهو حتما ليس برواية ، رغم أنه خاض في تحليل شخصيات كأي راوي يصف بطل رواية. قد يكون عملا أدبيا انساب بين المذكرات والمقالات في التاريخ السوداني الحديث. فقد مال تارة نحو المذكرات أو الخواطر فقص عن أحاسيس ومشاعر ملكته في وقت من الأوقات. ومال تارة أخرى نحو المقالات فقص عن شخصيات معروفة في المجتمع السوداني مع بعض التعرض لتاريخ السودان بعد الاستقلال. فحكى وسرد بعين شاهد متأمل للسياسة في السودان. الحقيقة أنه لا يهم أي نوع من الأعمال تلك ، وإنما الأهم أني استمتعت بما قرأت رغم أني لا أعلم ما هو! باختصار ، الكتاب رائع كسابقيه وحتما لابد من قراءته

أستاذ الطيب ، كلما قرأت لك زاد وكبر حبي واعجابي بقلمك وشخصك. حفظك الله ورعاك لأمتك المحبة والمفتخرة بك دوما.

0 comments

Post a Comment

Subscribe to: Post Comments (Atom)