ابتهجت مدينة سان هوزي بولاية كالفورنيا بدأ شهر نوفمبر بحفل من أروع الاحتفالات. وعندما تتواجد الروعة فلابد أن يكون الكابلي هو سر تلك الروعة. كان لي شرف تقديم الكابلي للجمهور. التالي هو ما قلت في التقديم:
مساء الخير. مساء معطر بريح الشعر ، وبخور النغم.
بكل الحب نلتفي ، وما أحلى أن يكون اللقاء في حضرة عملاق كالأستاذ عبد الكريم الكابلي ، والعازف الموهوب سعيد العاقب. فلهم أطيب التحايا.
وقبل أن أخوض في محاولة لتقديم الأستاذ عبد الكريم الكابلي ، لا بد أن أشكر كل من وقف وراء تجمعنا الجميل في هذا اليوم. إلى كل الأخوة الذين جعلو من الخيال حقيقة. وعندما يكون الخيال عن الكابلي ، فتظل الحقيقة دائما أروع من الخيال! أود أن أخص بشكري الأخوان إبراهيم مأمون ، سيف جبريل ، ميرغني هجام ، وإلى الزوج الحماس جميلة و عبد الرحمن عوض. وبلا شك نشكر اللجنة التنفيذية لرابطة شمال كالفورنيا. الشكر موصول كذلك إلى زميل الدراسة أخي وصديقي سعد عبد الكريم الكابلي.
وفي تقديم الأستاذ عبد الكريم الكابلي تتزاحم الحروف ، وتتداخل ، ثم تتراقص في دلال.. حتى تصتدم بأجمل الأشعار وأرق الأوتار. فتزداد الحروف حيرة في وصف كل هذا الجمال! وأزداد أنا عجبا أي الحروف أنتقي كي أشكل لقبا شاملا له. هل ألبسه ثوب الانسان االذي أوصل رسالة الفن عن عقيدة وإيمان فأقول فنانا؟ أم أقرأ كلامه حتى يصيني الإلهام فأقول شاعرا مسحورا؟ أو استمع لمقطوعاته الموسيقية ومغازلته لأوتار العود بأنامل من حرير.. في حنان ، فأقول موسيقارا جبارا؟ أم ياترى أترك كل هذا وذاك وأكتفي بسماع حديثه فأقول فيلسوفا أو مفكرا من زمان غير هذا الزمان ؟ توصلت أخيرا أنه ليس من بين كل هذه الكلمات ما يرضي أو يشفي غليلي ، وقلت أنه لا بد من ابتكار لقب جديد يجب أن نسعى لإدخاله قاموس اللهجة السودانية. فكرت وأنا أنتف شعيرات من رأسي وجدتها بصعوبة حتى وجدت اللقب ! فنقول إلى من يملك كل هذه الصفات مجتمعة: الفنان ، الشاعر ، الملحن ، المفكر ، الفيلسوف ، نقول أنه انسان كابلي! أو بالعامية الدارجة نقول (الزول ده كابلي شديد!). واليوم أنا كلي فخر أن أقف في تقديم الكابلي عبد الكريم الكابلي.
واليوم بعد عشرة سنوات.. يعود الكابلي إلى نفس المكان.. لمدينة سان هوزي وإلى ناس سان هوزي . عاد إلى سان هوزي وقد رق قلبه لها من قبل فأسماها الحاج يوسف! شكرا أيها الكابلي على الحضور ، وتلبية نداء معجبيك وقد جاؤوك اليوم من كل مكان. وجمهور الكابلي كثر ، أما المصابين بداء عشق الكابلي فهم أكثر. وهذا الداء مزمن ولا خلاص منه. أعراضه الادمان على سماع صوت الكابلي ليلا نهارا ، وعلاجه الاستمرار على سماع صوت الكابلي ليلا نهارا !
شكرا أيها العزيز ، وعزيز القلب غال.. شكرا على وفاءك بالوعد ، وما كنت يوما ضنينا بالوعد. علك شعرت بغربتنا ، وأنت عليم بأن الغربة أقسى نضال ، وإنه ليلنا لصباحنا سؤال. ويوم عزمت المجيء تفشى الخبر ، وذرع وعم القرى والحضر. وآه لو بتعرف كيف من يومها يلح الشوق ويسأل ، وكيف ترق أشواقنا ترمز لعيونك ، وكيف الشوق بيغري الخيال.. لكين دي ما ريده كمان شديدة.. كمان جديدة. ويوم ظهرت.. جئت بنور وزهور وعطور واستلمت المجال..
أيها الكابلي ، انت فينا كبير وريدنا ليك كتير .. القومة ليك يا كابلي.. القومة ليك يا كابلي.. القومة ليك يا كابلي.