Harith's Space!

In "Harith's Space!" I share some personal feelings, memories, thoughts and observations. Help me to make this space positive by allowing me to learn from your feedback.


سألتني صديقتي المدونة النشطة (آلاء هاشم) عن رأيي في محاولاتها في الكتابة باللغة العربية.


قرأت وقرأت وعيني تتنقل بارتياح بين الكلمات ، ثم تقفز بحماس من سطر إلى آخر. أعدت القراءة من جديد بتلذذ أكثر هذه المرة.. أعيد قراءة السطر مرة واثنتين وثلاث.. أتأمل اختيار الكلمات ، وذاك الخيال السحري الفريد.. حتى وجدت نفسي أسبح في دنيا أخرى ، وجلت بخيالها عالما أخر من الموسيقى والدمع والمطر. خلت أني التقيت أثناء سباحتي العميقة تلك بنزار قباني ، وأحلام مستغانمي وكاظم السـاهر!


عدت من تلك الجولة وأنا عاشق لكتابات هذه الشابة الموهوبة.. وآملا بجديد مثير. عدت وفي داخلي شيء من الخجل أنها حرصت على رأيي المتواضع وهي قنبلة من الموهبة والإبداع.. فهنيئا لك يا آلاء!


قررت الرد على سؤالك في مدونتي كي أذيع رأيي بأعلى صوت ، وكي أحارب به علة الكتمان.. كتمان الحقيقة. ما أكثر ما يعجبنا ، وما أقل ما نقوله؟! كم فقدنا من مواهب بسبب ذلك!


اكتبي ولا تنقطعي حتى إن لم يأت أحدا لمعرض لوحاتك ، فحتما سوف يكتظ بالناس في مكان آخر. أتدرين لماذا؟ لأنك ملكت الموهبة!


اليكم واحدة من أجمل المقاطع التي قرأت:

افتقدتك
و أنا معك جالسة
آه كم اشتقتك
فأخبرني
أين ذهبت؟
و لماذا سافرت؟
و تركتني وحدي
مع هذا الغريب
أناديه بإسم يشبه إسمك
مفتقدا معناه
انظر إلى عيناه التي تشبه عيناك

(آه كم اشتقتها)



"نحو سـودان جديد.. نحو سـودان جديد". هكذا يختم العملاق عبد الكريم الكابلي ومجموع الكورس أغنية "فتاة اليوم والغد". وبختام قوله أبدأ حديثي...


وكأنه – الكـابلي – قد آثر أن يترك الأغنية تنتهي تلك النهاية "أملاً" أن تثير في النفوس دعوة للتفكير فيم رمى ، و"خوفا" أن يستطرد في حديث ربما ليس الشعر والكلام الناعم المقفى الوعاء الأنسب له.


وهل الأمل والخوف نقيضين متلازمين؟! أميل الآن لقول نعم.. ولكن ذلك بداية لحديث أخر.. قد يطول. بل حتما سيطول!


..


دفعني نقاشي الساخن عن السودان وحاله اليوم مع صديقة لي ليؤكد نظرتي التي أثرتها في حديث سابق بأن أصل المشكلة اليوم يعود لأخطاء في التربية والتعليم.


أكره التشاؤم ، وأكثر منه الاستسلام.. لواقع الحال. أعتقد أن الرئيس الأمريكي الراحل ( جون كينيدي ) هو من قال " لا تسأل ماذا يجب أن تقدم إليّ الدولة ، بل اسأل ماذا يمكنني أنا أن أقدم".


إلى كل منتقد ومتشائم ومستسلم أسألك أن تسأل ماذا قدمت ، وبماذا أسهمت قبل أن تنتقد. فإن قدمت شيئا ولم تجد محصولا فلك الحق وكل الحق أن تغضب ، وتثور ، وتنتقد نقدا بشرط أن يكون بناءا. أما إن كنت في المهجر ، أو حتى في قلب الخرطوم ولم تقدم شيئا بعد.. مثلي وكثير من أبناء وبنات جيلي ، فلا يحق لنا أي شيء سوى إلتزام الصمت.


فإن كرهنا الفقر والفساد فأحق أن نصمت. لأنا لوكنا هنالك في قلب الحدث لخففنا ظمأ الفقير ، ولمنعنا الفساد في كل ما حولنا. أما إن أحزننا النفاق والنميمة بين الناس ، فيجب أن نعاهد أنفسنا أن لا نغتاب أحدا مهما يكن ، وأن يلقى ابنك علقة ساخنة إن سمعته يغتاب أحدا. أما إن غش أو سرق الإبن ، فأحرى للأب والأم أن يسجنا أنفسهما ، مع دفع غرامة للدولة نظير تربية فاشلة ، ولاسهامهما الفعال في انتاج تفاحة فاسـدة للمجتمع.


كلمة أخيرة ، إبدأ بنفسك قبل غيرك. احرص على الأفعال قبل الأقوال. تأمل الصواب وتعلم من الخطأ ، وركز على الوجه الحسن قبل أن يلهيك الأقل حسنا. فإن فعلت أنا ، وأنت وكل من حولنا ألن يكون بمقدورنا أن نخلق سودانا جديدا؟!


معـا نحو سودان جديد...

Subscribe to: Posts (Atom)