Harith's Space!

In "Harith's Space!" I share some personal feelings, memories, thoughts and observations. Help me to make this space positive by allowing me to learn from your feedback.


I don’t understand what’s the deal with United Airlines schedules? They are just very bad! My flights are always cancelled or delayed! I have been traveling on weekly basis since July, I have to tell you that I NEVER EVER went all the way to my destination and came back with no delays or cancellations.

Two weeks ago, I was supposed to fly from Omaha to San Francisco through Chicago. I found the first flight was delayed for two hours; therefore I missed my connecting flight at Chicago. So they put me in another flight from Chicago and when I got there it was again delayed for 3 more hours! So I was home at 3 AM instead of 9 PM. Just today my flight from Omaha was late for 1.5 hour so I missed my flight at Denver, now I have to wait for another 4 hours for the next flight!

So why do I fly with them after these bad experiences? Well, I have to say that I love their Frequent Flyer program!!!!

الناس في أومها يشربون كميات مهولة من المشروبات الغازية. فمن الصباح الباكر تجد علبة الكوكا كولا في أيديهم ، وفي كل فرصة وحين يشترون علبة أخرى فأخرى حتى ينتهي اليوم. لاحظت هذا في أول أيامي من زميل كنت أعمل معه معظم الوقت ، فقلت في نفسي أنه مسرف في شرب الكولا ، واحترت في نفسي كيف يشرب الكولا من الثامنة صباحا؟ ولكن بعد مرور الوقت لاحظت أن الكل يشرب الكولا بنفس الطريقة ومن الصباح الباكر. فهي كالماء لا وقت لها وحيثما وجددت بطل التيمم!

وكما يبدأ اليوم باكرا ، فلابد للغذاء والعشاء أن يكونا كذلك. ينصرف الناس في أومها للغذاء بدءا من الساعة الحادية عشرة! فتبدأ أنفك بالتقاط روائح البيرجر والهوت دوج وأنت لا تزال تتلذذ بشرب قهوة الصباح وتقول في نفسك يا فتاح يا عليم! أما كافتيريا العمل فتفتح أبوبها للغذاء من الحادية عشرة حتى الواحدة ، وأنا كل يوم بين مهرول وراكض للحاق بالغذاء قبل أن تغلق الكافتيريا!

وكأهل قرانا في السودان ، فالناس في أومها لا يسكنون الشقق.. بل ولا يطيقونها ، لذا فيندر ما تراها. فهم يحبون "البراحة" فيسكنون البيوت الفسيحة ، ويهتمون بحدائقهم ويزرعون زهورا أشكالها وألوانها تتغير مع المواسم. ذهبت في مرة مع صديق سوداني تعرفت عليه بمحض الصدفة (خالد خلف الله) وزميل أمريكي من أومها (نيثن) للغذاء في مطعم حبشي فأكلنا الزغني الشهي مع الكسرة الحبشية (الأنجيرا). كنت في البداية شغوفا لأرى كيف سيأكل الأمركي من أومها (الانجيرا) فلا طعم لها بالشوكة والسكين ، ولا لذه لها إن لم ينخلط الغامس والمغموس به! فوجدته قد بدأ بالأكل بأصابعه دون تردد ، بل وتعجبت من الخفة والرشاقة! وعندما انتهى من أكله سأل ضاحكا (هل تمانعون إن لحست أصابعي ؟!). ثم قال (أن له أقرباء يسكنون في قرى مجاوره ، وهم لا يقوموا من مجلس الطعام إلا وقد لحسو أصابعم تماما ، رغم أن سكان المدن يرون فيها عدم احترام لمائدة الطعام!) ولم بنتظر (نيثن) سماع ردي أو رد خالد عن سؤاله فلعق أصبعيه في تلذذ واستمتاع!

ذهبت في مرة أخرى للغذاء مع (نيثن) ولكن إلى مطعم متخصص في الأكل النباتي هذه المرة. وقد كان المطعم مكتظا ، فقال تعليقا أضحكني وجعلني أذكر أهلنا في ديار الشايقية وفي القرير تحديدا ، قال (عجيب أن ينجح مطعم نباتي في أومها ، لأنه من الصعب أن تقنع أحدا من أومها بالأكل إن لم ير قطعة من اللحم على المائدة!!).

الناس في أومها كأهل قرى السودان. مسالمون ، طيبون ، ومحافظون. يفتخرون ويعتزون بأصلهم. فتحس في كلامهم أنهم لا يقبلون المزاح ولا الانتقاد لمدينتهم. لذا فهم لا يقبلون نقد الغريب ولو كان في نقده فائدة لهم. قرأت هذا في كلامي معهم في أسابيعي الأولى ، ومن يومها أصبحت حريصا أن لا أفرط في كلامي وأن لا أكثر من المقارنة بمدينة سان فرانسسكو حيث أقيم. قررت في أحد الأسابيع البقاء في أومها في عطلة نهاية الاسبوع ، وعندما جاء الأسبوع الذي يليه وجدت الكثيرين يسألون بشغف أين ذهبت ، وهل أحببت المدينة ، وهل أكلت "أستيك أومها" ، وألم يكن الطقس جميلا صباح السبت؟ وكان لامفر من اختيار كلمات تبعث البهجة في نفوسهم ، فيثار بها لعاب السائل فيخفي جاهدا ابتسامة أظهرت بعضا من أنيابه.

اليوم في أومهـا يبدأ باكرا جدا ، وينتهي باكرا كذلك. في أول أسبوع لي كنت أحضر للعمل حوالي التاسعة صباحا وهو مبكرا في منطقة وادي السيلكون! كنت عندما أحضر أجد المعظم يعمل في إنهماك ويبدو في سيماهم دلالات العمل من ساعات. وعندما تدق الساعة أربعة دقات ، فستجدهم قد حزموا حقائبهم وانصرفوا لأمور دنياهم. عرفت فيما بعد أن غالبتهم يحضر حوالي السابعة. لذا فقد قررت مواكبة العصر وأصبحت أجيء للعمل في الثامنة وهو حل وسط رغم ما أعانية كل صباح! وفي صباح ما سألت زميلا من أومها إن كان قد رأى زميلا آخر كنت أبحث عنه ، فأجاب بالنفي ثم قال بعفوية: إن فلان يحضر عادة متأخرا أي حوالي الثامنة أو الثامنة والنصف!

قد قاربت بلوغ الشهرين على إقامتي بمدينة أومها بولاية نبراسكا الأمريكية. ومدينة أومها تشتهر بين قريناتها بأنها أكبر مصدر للحلوم في الأسواق الأمريكية. وأينما ذهبت سترى دعاية لمطعم متخصص في "الستيك". وإن نظرت لخارطة الولايات المتحدة فستجد أن مدينة أومها تقع تقريبا في الوسط. وبمناسبة موقعها الجغرافي فقد علمت في حديث عابر أن مطار أومها كان من أكثر المطارات ازدحاما يوم أحداث الحادي عشر من سبتمير 2001. فبعد أن سادت القناعة بأن تلك الحوادث ماهي إلا عملية ارهابية ، أمرت هيئة الطيران المدني كل الطائرات المحلقة بين الشرق والغرب على الهبوط في أقرب مطار ، فلم تجد تلك الطائرات الهائمة سوى مطار أومها المتواضع!

قلت أني مقيم في أومها ، ولكن إن جئت للحقيقة غير المجملة فأنا مقيم ولست بمقيم. أنا في حال بين استقرار وترحال ، حاملا لحقائب ومحمولا على أجنحة. أقيم مترحلا بين أومها وسان فرانسسكو منذ الأسبوع الأول في اغسطس الماضي.

وكأي بلد آخر ، الناس في الوسط يختلفون عن أخوانهم في الغرب.. هو الحال كذلك بين الناس في أومها و أخوانهم في سان فرانسسكو. والاختلاف هنا شكلا ومضمونا! وإن سألت عن السبب ، فستخوض في بحور نظريات (واطسن) و أصحاب المدرسة السلوكية في علم النفس والجدال حول (أهي البيئة ، أم الوراثة ، أم الاثنان معا). وتلك خيوطا بلغت من التعقيد مجالا لا فائدة من حلها... الآن على الأقل. ورغم حالي المتموج بين مستقر ومرتحل ، وحامل ومحمول و غريب وأغرب فقد لاحظت في غضون شهرين صفات مشتركة بين الناس في أومها. ولبسط المزيد من الراحة الذهنية للقارئ ، فعندما أقول "الناس في أومها" فأنا أعني الأمريكان البيض والسكان الأصليين لأومها.

وبالطبع لابد للحديث من بقية...

كان ذلك الشعور السائد لدي وأنا أقرأ آخر ما صدر للأديب العالمي الطيب صالح. قرأت له الكتاب رقم (7) من سلسلة (مختارات الطيب صالح) بعنوان (وطني السـودان). ومن عنوان الكتاب واسم الطيب صالح أسفل منه لك أن تتخيل الروعة!

بدأت في قراءته بعد أن اختفت الخرطوم عن الأنظار.. فغطت السحب نيلها العظيم. فلم يعد لك سوى الذاكرة العتيقة ، ومتعة النظر إلى الصور الثابتة ، والاستماع إلى لحن سوداني شجي كي تعيد الذكرى. أخرجت الكتاب وكأني أجعله سندا في إعادة تلك الذكرى.. وقد كان خير أنيس ومعين.

الكتاب سلس وممتع للغاية. استمتعت به لدرجة أنه كلما انتهيت من فصل من الفصول نظرت للفهرس كي أعرف كم فصلا جميلا آخر سأقرأ.. وبخوف أعد كم صفحة تبقت! كم جميلة القراءة عندما يكون الأسلوب سلسا وممتعا ومنسابا. كنت أعيد قراءة بعض الفقرات والجمل مرات ومرات من شدة اعجابي برقي الاسلوب ، والاختيار الجميل للكلم ، والتركيب الرصين للجمل. في الكتاب يتحدث الطيب صالح عن ما جال في خاطره في الفترة بين 1988 وربما منتصف التسعينات. لم يتعرض الكتاب لتواريخ أو سنوات ولكن بناءأ على أحداث ذكرها كان ذلك تقديري. الكتاب لا يخلو عن آراء ممتعة في السياسة وأسيادها. وعن شخصيات من المجتمع يصف بعضهم وصفا يجعلك تتشوق لسماع المزيد.

لا أدر حتى هذه اللحظة بم أصف ذلك النوع من الكتابة. فهو حتما ليس برواية ، رغم أنه خاض في تحليل شخصيات كأي راوي يصف بطل رواية. قد يكون عملا أدبيا انساب بين المذكرات والمقالات في التاريخ السوداني الحديث. فقد مال تارة نحو المذكرات أو الخواطر فقص عن أحاسيس ومشاعر ملكته في وقت من الأوقات. ومال تارة أخرى نحو المقالات فقص عن شخصيات معروفة في المجتمع السوداني مع بعض التعرض لتاريخ السودان بعد الاستقلال. فحكى وسرد بعين شاهد متأمل للسياسة في السودان. الحقيقة أنه لا يهم أي نوع من الأعمال تلك ، وإنما الأهم أني استمتعت بما قرأت رغم أني لا أعلم ما هو! باختصار ، الكتاب رائع كسابقيه وحتما لابد من قراءته

أستاذ الطيب ، كلما قرأت لك زاد وكبر حبي واعجابي بقلمك وشخصك. حفظك الله ورعاك لأمتك المحبة والمفتخرة بك دوما.

Subscribe to: Posts (Atom)