Harith's Space!

In "Harith's Space!" I share some personal feelings, memories, thoughts and observations. Help me to make this space positive by allowing me to learn from your feedback.


18-3-2007 ، 3:00 صباحا في مطار دبي
في طريقي إلى الهند.. لمدينة (بونا) تحديدا ، تلك الواقعة على بعد 180 كم شرقا لمدينة مومباي -أو بومباي- العاصمة التجارية للهند. ورغم أنها رحلة عمل أو أكل عيش ، فإني في شوق شديد لهذه السفرة. ليس فقط لولعلي برؤية الأماكن الجديدة ، وليس لذلك الجين الذي كتب عليّ حب السفر والتجوال ، وإنما لأنها الهند تحديدا!

في داخلي شغف شديد لمعرفة الكثير عن هذا البلد العجيب. بلد بسكان قد بلغ تعدادهم المليار نسمة ، وبألوف اللغات والأديان والمعتقدات ، وخليط فريد من الأجناس والألوان. ورغم ذلك التنوع الشائك تعرف الهند اليوم بأنها أكبر ديمقراطية في العالم. ولذا أستعجب عندما أسمع المحللين يعزون حال السودان.. ذلك الحال العجيب بين المستقر والمهزوز.. فيقولون أن سر ذلك الحال العجيب هو التتوع والخليط الفريد للأجناس والألوان والأديان. فكيف نجحت الهند وفشل السودان فشلا ذريعا وهو لم يقرب لعشر سكانها ولا مساحتها؟! كيف استطاعت دولة يعيش معظم سكانها تحت خط الفقر – حسب تقارير الأمم المتحدة – أن تجعل من مدينة (بانجلور) مرتعا لشركات التكنولوجيا وسوقا تجاريا ضخما للشركات الأمريكية. وكيف استطاعت دولة كالهند أن تغزو منتجاتها أسواق العالم لتصبح منافسا شرسا للصين التي أرهقت أمريكا في سباق التحدي؟

سأكون في بلاد غاندي في الأربعة أسابيع القادمة إن شاء الله ، وسأنظر بعين فاحصة ، ناقدة ، متأملة لأشفي غليلي من أسئلة تدور في عقلي من زمن ليس بالقصير ، وقد حان وقت إجابتها أو على الأقل محاولة إجابتهـا!

سعدت.. ثم حزنت وتألمت عندما فتحت موقع راديو مونت كارلو فوجدت برنامج المذيع المتألق (فايز مقدسي) يستضيف الفنانة السودانية (حنان بلولو).

سعدت أولا عندما وجدت برنامج (فايز مقدسي) يستضيف فنانة من السودان. سعدت كذلك لأنه كان من تقديم فايز مقدسي وقد زار السودان وأحب السودان وأهل السودان. وقد رأيت في ذلك مدخل جميل للأغنية السودانية والفن السوداني للعرب عبر برنامج لعله الأكثر رواجا في الإذاعة. ولكن ما أن بدأت بسماع اللقاء حتى تأسفت ، ثم حزنت وتألمت وتقعقعت مصاريرني (وما أدراك ما قعقعة المصارين). حضر اللقاء مذيعا سودانيا بالاذاعة واسمه (عاطف). ولولا عطفه على السودان ومصارين أهل السودان لانتهت الحلقة في عشرة دقائق يتخللها تسعة دقائق من فواصل غنائية!

مع الأسف وفي رأيي الشخصي فقد أسائت حنان بلولو تمثيل الفن السوداني وأهل السودان. فهي بلا مبالغة لم تتحدث أكثر من أربعة أو خمسة كلمات متلاحقة.. بل وكانت تجاوب على أسئلة (فايز) الذكية والعميقة في كلمة واحدة أو اثنتين! وكلها كانت أجابات كـ (يعني / لأ / حسب).. وأحسست في لحظة المذيع وهو يتلعثم من الحيرة وقد وجد نفسه قد انتهى من كل أسئلته في ربع الساعة الأولى من البرنامج! فسألها على سبيل المثال عن أول ألبوم غنائي لها ، ومن كتب كلماته فأجابت شيئا كـ (أكثر من شاعر) ، فسأل (كمن) ، فعدتهم بعد عناء طويل ، ثم سأل محاولا إثارة الحوار (ماذا تحدثينا عن الشاعر (...) وهو صاحب أشهر أغانيك "حماده ده!!!") ، فأجابت في كلمتين (شاعر ممتاز!!). وقد أحس (عاطف) بالحرج في لحظات كثيرة ، فكان كثيرا ما يعقب برد مناسب ومفيد.

باختصار ، وحتى لا نتهم باللغو في الحديث.. فقد اتاحت إذاعة مونت كارلو فرصة على طبق من ذهب للفن السوداني للظهور في صورة مناسبة للمستمع العربي.. ولكن مع الأسف لم يكن مع الممثل الأنسب. كم تمنيت.. والتمني من الحب والطموح.. لو كان مكانها فنانا كالكابلي أو حافظ عبد الرحمن وكلاهما بحرا من الثقافة والفكر ، ولهما القدرة على مد الجسور الى المستمع العربي. على كل.. إليك عنوان الموقع لاستماعه إن كان لديك قدرة عالية على التحمل:

http://www.rmc-mo.com/rmar/articles/085/article_136.asp

Subscribe to: Posts (Atom)