Sun-n-Sand
(نيلم) هي مسئولة الخدمة في مطعم الفندق الرئيسي حيث أتناول أنا وزملائي الافطار كل صباح قبل الخروج للعمل. ونيلم فتاة رقيقة وجميلة.. قد تكون في الخامسة والعشرين. تستقبلك كل صباح بابتسامة جميلة ، ثم تودعك وأنت في طريقك للعمل بابتسـام يدخل في نفسك تفاؤلا وحيوية!
كل هذا جميل.. لك ما أجمل وفريد هو ذاكرتها الحديدية في تذكر أسماء ضيوف الفندق! في كل صباح يمر عليها عدد لا يقل عن مائة نزيل ، فتستقبل وتودع كل ضيف باسمه دون خطأ أو الحاجة للرجوع إلى ورقة أو مذكرة. قي أول يوم ذهبنا للإفطار كان معها ورقة عليها أسماء النزلاء الجدد ، فسألت كلٌ من اسمه ، ثم نظرت لورقتها ودونت شيئا ربما ليساعدها على تذكر أن هذا الشخص الذي أمامها أو المكتوب في هذه الورقة!. وفي اليوم التالي ، استقبلتني عند مذخل المطعم فقالت (صباح الخير مستر عمر).. تخيلت أني سمعت (مستر عمر) في تحيتها ، ولكني اكتفيت برد التحية وقلت في نفسي لعلي سمعت ذلك خطأَ فلم أفكر في الأمر كثيرا. وعندما كنت مغادرا قالت (أتمى لك يوما سعيدا مستر عمر).. فنظرت لها متعجبا ثم سألت:
- هل قلت عمر؟
فردت ببراءة "نعم" وأردفت:
- أليس هذا اسمك الأول ؟
قلت وأنا لا أزال في دهشتي:
- إسمي الأول هو حارث ، وعمر إنما هو اسمي الثاني.
قالت:
- أي إسم تفضل أن أناديك إذا؟
قلت:
- عمر.. لعله أسهل في النطق!
حكيت لاحقا لزملائي ، فقالو أن نفس الشيء قد حدث معهم! ومن يومها لاحظت أنها تستقبل وتودع كل نزيل باسمه ، وتعرف عن ظهر قلب من منا يشرب القهوة ، ومن يشرب الشاي بحليب وبدون حليب!
***
الضيافة في المطاعم الهندية مميزة وتختلف من أي مكان زرته من قبل. الأمر الوحيد الذي يفعله الزبون لوحده هو إدخال الملعة أو الشوكة إلى فمه ودفع الحساب! كل شيء آخر يقوم الجرسون بفعله لك. وبمجرد تأهبك لدخول المطعم ستجد أن أحدا قد فتح لك الباب ، ثم يهيئ الجرسـون الكرسي لجلوسك ويضع المنديل على حجرك. وعندما يأتي بالماء أو العصير سيصبه هو بنفسه في كوبك ، كذلك طعامك. ثم يحوم حول طاولتك ليراقب إن احتجت لمزيد من الماء أو الطعام ، وإن رآك تجرأت لتزيد من طعامك فمسكت بالملعقة لتضع مزيدا من الكري الشهي في طبقك سيهب عليك مسرعا ليقوم هو بذلك.. فأنت بذلك تجرأت وتدخلت في اختصاصه!
أما أجمل شيء في المطاعم الهندية هو طريقة غسل اليدين بعد الفراغ من الطعام. ففي أي مطعم (دون استثناء) يُقدم للزبون وهو لا يزال في طاولته طبقا مجوفا كطبق الشوربة ، ويكون عادة من النحاس أو مادة شبيهة. يكون في ذلك الطبق ماءا حار نسبيا وشريحة ليمون "فتمصمص" أصابعك وتمسحهـا بالليمون لتزيل رائحة الطعام من الأصابع والأظافر. وحسب رقي المطعم قد تجد بعض الإضافات ، كأن يكون الماء برائحة الورد ، أو تجد وردة حمراء في انتطارك!
9 يونيو 2007 – سان فرانسسكو
July 08, 2007 9:46 PM
Salam Harith,
man it has been while. I have been really busy and i have a lot to catch up wit ur post...inshallah soon kida