دفعت بي مجموعة المشاهد التي رأيتها في عصر ذاك اليوم لتذكر قول عابر لأستاذ لي في جامعة الإمارات. كان مساقا لمادة لا علاقة لها بتخصصي على الإطلاق اسمها "إدارة المؤسسات الإعلامية" ، وهو من قسم الإعلام بكلية الآداب. وكما يُحسن ذكر الشيء بالشيء ، فمما يحمد للنظام الدراسي في جامعة الإمارت أنه ضمن أي خطة دراسية مساقان يسميان بالمساق الحر. فيكون للطالب حرية اختيار أي مساق من أي كلية. كان لذلك نعمة كبيرة لي فأخذت مساقين طالما استحوذا اهتممامي ، ومنهما كان هذا المساق من قسم الإعلام.
قال الدكتور على الشمسي وهو استاذ فاضل ، بل ومن أجود الأساتذة الامارتيين في الجامعة. من ذاك الصنف النادر الذي يدرس عن حب ، وبكامل الاستمتاع. قال الدكتور في حديث عابر أن داخل كل نفس مضطهضة رأت أو عاشت الاضطهاد عقدة.. اسمها عقدة القهر. وأن هذه العقدة هي التفسير الوحيد الذي يجعل الموظف الغلبان مستبدا يوم وصوله إلى درجة مدير ، وهي نفسها – العقدة – التي تجعل المسكين ذا البسمة المضيئة إلى صاحب وجه لا يعرف الابتسام عندما يصبح ذا نعمة ، بل وينسى وينكر أصله وأهله. وهذه العقدة يمكن تلمسها في المجتمعات الفقيرة ذات طبفية واضحة ككثير من دول العالم الثالث.
يكمل الدكتور حديثة الممتع فيقول أن كل مضطهد انما يتخلص من ضغط يأتيه من طبقة فوقه. فالمدير يضطهد (يقهر) الموظف إما لكي يتخلص من ضغط مرؤوسه ، أو لأنه كان يضطهض يوم كان موظفا. والموظف يقهر العامل كي يتخلص من ضغط مديره! وتدور الحلقة بين كل أطراف المجتمع...
وللحديث بقية...