حملتني الرياح في سكون حتى أوصلتني لمدينة سيؤول في كوريا الجنوبية. نفس ذات الرياح ولكن باتجاه معاكس وبتوتر شديد عادت بي للتو وفي ذاكرتي مخزون جميل يستدعي التدوين.
وصلت لسيؤول في مغرب أصيل. أما الجو فكان على ما يرام... لم يكن لا باردا تقشعر منه الأبدان ، ولا حارا تنفر منه الثياب. استقليت حافلة الفندق من المطار وأنا أمتع النظر بشغف ، وفي كل لحظة وأخرى في ذلك المساء كانت سيؤول تترسم لي بأشكال مختلفة. فتارة يخيل إلي أني أقطع شارعا في وسط مدينة أبوظبي... بنفس علو العمارات ، وضيق الشوارع ، والإضاءة البيضاء. وأحيانا أخرى وأنا أرى أطراف الشاطيء ومنترها على طرفه ، أكاد أجزم أن ذلك المنتزه ليس إلا على أطراف النيل.
وصلت إلى الفندق أخيرا ولم أدر إن كانت كل تلك التشبيهات السريعة حقيقة أو خيالا ، أم هي شوق وحنين لأبوظبي والخرطوم ، فتشبه إليّ جمال شيء بشيء آخر عزيز.. أو أن ذلك لا حقيقة ، ولا شوقا وإنما هضربات مسافر تعب من السفر الطويل ، وشح النوم على سرير مريح...
ولم يزل في الرحلة شيئا يُذكر..