Harith's Space!

In "Harith's Space!" I share some personal feelings, memories, thoughts and observations. Help me to make this space positive by allowing me to learn from your feedback.


رغم أن البدوذية ديانة معظم الشعب إلا أن العدد الهائل المنتشر للكنائس يشعرك وكأن موكب المسيحية قد مر هذا المكان. الكنائس كثيرة جدا ، وفي كل مكان. الأمر الأعجب هو ما تلتقطه عينيك في الليل ، فمن كل هذه الكنائس يمتد صليبا عاليا مضاءا باللون الأحمر يلفت الانتباه وإن كنت مصابا بالعشى!


أما الرحلة الأجمل فكانت إلى الحدود مع كوريا الشمالية. فهناك حافلات يومية تستقل المئات من السائحين حتى أقرب نقطة إلى واحدة من أكثر الدول غموضا. استقليت الباص في الصباح في رحلة تستغرق نحو ساعتين ، مع عدد كبير من السائحين الأمريكان ، وجمع من طلبة الجامعات ضمن برامج التبادل ، وعدد لا بأس به من دول أسيوية أخرى. توقفنا اولا عند أحد أشهر الأنفاق التي تربط الكوريتين. النفق طوله 2,5 كم وعمقه 250 مترا تحت سطح النهر الذي يفصل الكوريتين. وقد بنى الشماليون هذا النفق سرا في خطوة شديدة الدهاء تحسبا لأي حرب من الجنوب ، فيكون لهم قدرة القيام بعمل هجومي مفاجي يستيطيعون به نقل الجنود والمعدات الخفيفة! وقد اكتشف الجنوبيون النفق في التسعينيات ثم جعلو منه منطقة سياحية!


التخاطب مع عامة الناس لم يكن سهلا. ولكن حمدا للغة الإشارة! وجدت الشعب الكوري طيبا ومرحبا بالغريب بكل بساطة وعفوية. على النقيض من الياباني.. فالياباني خدوم جدا و بإخلاص ولكنك دائما تشعر بأنه يؤدي في واجب أو خدمة وطنية ، أما الكوري فهو أكثر ابتساما وأقل رسمية. أذكر أنه عندما زرت المتحف الوطني كانت هنالك رحلة مدرسية لأطفال دون سن العاشرة ، وما أن رأتني أحد الفتيات حتى ابتهجت دواخلها وخوارجها ، وكأني تشكلت كبطل أحد أفلام هوليوود ، فنادت من بعيد (هالو هالو!) ، فرددت الابتسامة والسلام من بعيد. لم تكتف بذلك ثم سريعا رفعت كفها وهي تقول إلى (هاي فايف!) ، مشيت نحوها ورددت الـ (هاي فايف) فضحكت بشدة حتى كادت تسقط ، ثم سريعا ما وجدت نفسي محاطا بأطفال مرفوعي الأكفة ويقولون (هاي فايف.. هاي فايف!). نفس التحية (هالو) سمعتها كثيرا في الشارع من غرباء أثناء تجوالي!


وفي يوم كنت أبحث عن محل معين لبيع الالكترونيات ، ولما جلت في الشارع مرارا وتكرارا دون أن أجده قررت السؤال. وجدت شابا في سني قادما من الاتجاه المعاكس إلي.. قلت عل وعسى يعرف شيئا من الانجليزية. سألته فقال أنه يعرف المكان ، ثم بدلا أن يصفه إلى قال اتبعني! تبعته لنحو مائة متر في اتجاه معاكس لاتجاه سيره ، حتى وصلنا أمام مبني ثم قال هذا هو!


وفي ثاني يوم لي قررت الغذاء في مطعم كوري وأن أأكل ما يأكله الكوريون. وجدت محلا بدا من الخارج مميزا ، خطوت نحو باب الدخول فلم أجد مقبضا لدفع الباب ، وإنما زرا تضغطه فينفتح الباب وكأنك داخل على مركبة فضائية! وبلغة الإشارة قلت للجرسونة أريد من هذا وأن أشير للصورة. عادت بعد دقائق وهي مبتسمة ووضعت على طاولتي أطباقا كثيرة ، شيئا كالشوربة ، أرز ، الطبق الرئيسي وكان دجاجا ومعه مقص! ، ثم مقبلات كثيرة وزعت في أطباق كثيرة وصغيرة جدا. تركتني الجرسونه وأنا أنظر لما طلبت محاولا أن أفهم كيف سأأكل ، وماذا يفعل المقص في منتصف الطبق! وبلغة الإشارة من جديد ، أشرت للجرسونه وإشاراتي تقول ماذا أفعل الآن؟ ضحكت بشدة ثم ناولتي الملعقة وهي تشير إلى الشوربة ، ثم مسكت المقص وقطعت لي الدجاج قطعا صغيرة فأشارت إلى أن أأكله ثم أتبعه بملقة من الأرز وأي من صحون المقبلات! وكان ذلك درسي الأول في طقوس الأكل الكوري!



2 comments

  1. Mohamed Mutasim  

    * رمضان كريم عليك ياحارث *
    شكلها كانت تجربة مشوقة وممتعة ، شكرا للمشاركة ،وأحيي الشجاعة وروح المغامرة هههه أسي لو كان جابو ليك خفاش مشوي ولا حاجة ،،
    هه هه هه
    ....

  2. Rowan Awad  

    wow! that was great! your vivid description about the food made me so so hungry)..it's a bit strange though that Korean people use scissors to cut their food.

Post a Comment

Subscribe to: Post Comments (Atom)