من ذات المكان البعيد عاوده نفس الحلم من جديد. نفس الحلم يأتيه من أربعة أعوام. يبدأ بنفس البداية ، وينتهي نفس النهاية المفاجئة. دائما يكون الحلم الأخير في سلسلة أحلام متقطعة ، ودائما يلعب الكتشينة رغم أنه لا يلعبها قط على أرض الواقع ، وبالكاد يفهم قوانينها. ألم نقل بأن الأحلام وحدها تجعل المستحيل واقعا؟!
ككل مرة يرى (خالد) نفسه يلعب (الكتشينة) مع مجموعة من الأغراب. كان رابعهم ، وكان الوقت متأخرا في مكان لا يعلمه ، ولكنه حتما لم يكن منزله. كان دائرة اللعب تدور وتدور ، يسحب كرتا ثم يتخلص منه بسرعة... لم تكتمل تشكيلة الأوراق التي ينتظرها. فيلعبون من جديد ، مرة ثم أخرى ، وفي كل مرة يكون منتظرا نفس الكرت.. (الجوكر). يسحب كرتا من جديد ، ويتخلص منه مجددا ، ولم يظهر بعد كرت (الجوكر). حتى جاءه الدور من جديد ، وظهر كرت بدا له كالجوكر.. دقق النظر ، وكأنه لا يصدق ما يرى ، حتى وجد أخيرا أنه ليس سوى كرت (الجوكر).
وعندما جاء ليقذف بالجوكر بكل حماس حتى ينهي اللعبة لصالحه ، سمع طنينا شديدا ، بدا بعيدا ولكنه سريعا بدأ بالاقتراب شيئا فشئيا بصورة مزعجة. لم يعرف سببه ولا مصدره. نظر حوله فوجد الثلاثة ينظرون إليه وهم يضحكون بشدة وبأعلى صوت ، حتى كاد أحدهم السقوط من فرط الضحك. ثم في وسط هذا الذهول ينتهي الحلم.. فجأة...