Harith's Space!

In "Harith's Space!" I share some personal feelings, memories, thoughts and observations. Help me to make this space positive by allowing me to learn from your feedback.


عجيب أمرها الأغاني.. تسمع الأغنية أو بالكاد مقدمة لحنها بعد سنين طال عمرها فتقفز بذاكرتك لزمان ومكان ما. عجيب أمرها فهي تنِّفر عن كل الغبار المترامي فوق صفحات من ذاكرتك فتجعلك تذكر زمانا ومكانا وأناسـا ما كنت لتذكرهم قبل سماع الأغنية.

دخلت موقع (طرب) لأستمع لبعض الأغاني فبدأت بأغنية (راجعين) لعمرو دياب فتذكرت اختي الصغيرة (حباب) وهي في الثانية أو الثالثة من عمرها وهي ترقص طربا مع هذه الأغنية! فقد كانت أغنيتها المفضلة بجانب (حبيبي يا نور العين). تذكرت طفولتها البريئة وكل ما صاحب ذلك من ذكريات جميلة.

استمعت بعدها لأغنية (ودارت الأيام) للرائعة أم كلثوم. ومن أول مقدمتها الموسيقية تذكرت متى كنت استمع لهذه الأغنية.. كان ذلك تحديدا في يناير- فبراير 2000.. أيام رئاستي لرابطة الطلبة السودانيين بجامعة الإمارات. تذكرت حفلة الاستقلال التي كنا بصدد تنظيمها في ذلك الوقت وتذكرت كل ما صاحب تلك الفترة بحسناتها وسيئاتها.

استمعت لأغنية (لا تكذبي) لعبدالحليم حافظ فتخيلت نفسي في طائرة طيران الخليج في طريق عودتي للامارات من السودان في سبتمبر 2000 فقد تعرفت على هذه الأغنية لأول مرة في تلك الاجازة من ابنة خالتي (رزان) فسجلت الشريط واستمعت له طوال رحلتي وأنا أقرأ رواية لاحسان عبدالقدوس!

أخيرا استمعت لأغنية (يا ساكن أفكاري) لماجدة الرومي فتخيلت نفسي في السيارة مع والدتي وأنا جالس في المقعد الخلفي ونحن في طريقنا إلى السوق! كنت وقتها لم أبلغ الحادية عشرة وكانت والدتي تستمع لألبوم (كلمات) في ذلك الوقت بكثرة! تلك الذكرى بالتحديد أثارت بداخلي شوق غريب لأيام الطفولة.. وددت لحظتها لو عدت لذلك الزمان والمكان.. اشتقت لبيتنا القديم.. اشتقت لأخذ المصروف من أبي.. اشتقت لأخذ الإذن بالخروج والإذن بالسهر.. ثم تذكرت المدرسة ، والواجبات ، والزي المدرسي البائس ، والاختبارات المفاجئة والغير مفاجئة ، وتذكرت والدتي وهي تنادي وتقول (ذاكر ذاكر ذاكر) فصحوت من حلمي ونسيت كل تلك الذكريات الجميلة وسعدت أيما سعادة بحالي اليوم!

ح.ع

0 comments

Post a Comment

Subscribe to: Post Comments (Atom)