لا أعلم ما بي أذكر إذاعة مونت كارلو العربية كل ثلاث سنوات.. فأثار ، وأصبح عاشقا مجنونا.. ملهوفا على برامجها.. ثم أغيب دون أن أشعر ، فأعود - ولا أدر كيف – فأثار من جديد ، وأعود لبرامجها عاشقا مجنونا.. ملهوفا!
أول مرة بدأت الاستماع للإذاعة كان خلال زيارتي للسودان في صيف 2000... لا أدر لم أجد نفسي كلما وددت ربط حدث لي بمكان و زمان تطير بي الذاكرة لتلك الإجازة. وعندما أذكرها اليوم أجد فيها نقطة تحول كبيرة لي في مجالات شتى.. ولعلي لم ألحظ هذا إلا في هذه اللحظة. ربما وجب علي العودة للحديث عن تلك الإجازة في مناسبة أخرى ، فلا أريد أن أٌعرِّج عن الحديث حتى لا تصاب بعلة الملل والشتات.. فعندما يظهران سوية ما من مثير يمكن أن يجذب الانتباه ثانية.
لفتت إذاعة مونت كارلو العربية انتباهي لأول مرة ورأسي مستسلم لمقص حلاق بفندق الخرطوم بلازا في السوق العربي بالخرطوم.. أما عيناي فكانتا تصارعان حالة الشيزوفرينيا المعهودة عند الحلاق.. بين اسمتاع بالنعاس وقلق بمراقبة المقص وقائده. أذكر أنه كان برنامجا حواريا يقدمه المذيع فايز مقدسي ، وهو بالمناسبة مذيع مميز.. وكأنه حسين خوجلي الإذاعة!... ثم عادت تتكرر الإذاعة لمسامعي في أماكن مختلفة في الخرطوم.. من حافلة ، إلى راديو في كشك جرائد ، إلى الصندوق المتحرك بسرعة الصاروخ المسمى بالأمجاد. عدت للإمارات فحدث الانقطاع كما قلت سلفا.. ثم تمر ثلاث سنوات ، وإذا بي مشغول بصراعي مع الغربة في شهوري الأولى بالولايات المتحدة ، أجد موقع الإذاعة وخدمة البث المباشر على الانترنت.. فعدت وأصبحت من جديد عاشقا مجنونا.. ملهوفا!
وللحديث بقية...