عدت من تورنتو بكندا قبل أسبوع.. ومنذ عودتي إلى الآن لا زلت حائرا في الإجابة على سؤال كررته عليَّ صديقتي (عزه طه أمير) أثناء تواجدي هناك وهو "ما رأيك بتورنتو؟"
سرت في شوارع تورنتو ، وودت المشي أكثر من ركوب السيارة كي أرى وأسمع وأشم… ورغم ذلك لم أزل في حيرتي ذاتها. وجدت تورنتو مدينة نظيفة وشديدة النظام والترتيب. وجدتها مزيجا من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. مزيجا يصعب فصله.. كالزيت والماء! فتارة أسير في شارع فأنسى نفسي وأحس بنفسي متجولا في شارع في شيكاجو أو نيويورك. ثم أتقدم أمتارا ، فتتغير المعالم كليا.. فتضيق الشوارع ، وتقصر العمارات ، وينقلب علوها وشبابها وترفعها إلى شموخ وكبرياء. فتحس ببداية فصل مسرحي جديد مكانه مدينة بريطانية وزمانه الآن.
لم أجد في تورنتو ذلك الشيء -والذي قد يكون شكل أو صوت أو ريح- الذي يميزها. لم أجد ذلك الشيء الذي إن وجدته في مكان آخر قلت أنه يذكرني بتورنتو. أحسست أن مزيج أمريكا وبريطانيا قد طغيا. أحسست كذلك أن تورنتو نفسها إحتارت مع أي موج تسير.. فغلبتها الحيرة حتى ضاعت شخصيتها وأصابها الفصام (الشيزوفرينيا). فتجد على سبيل المثال الطرق السريعة بين المدن مخططة بطريقة أمريكية بحتة ، ومع ذلك عليها لافتات تشير للسرعة والمسافات بالكيلومتر (نظام بريطاني). ثم تسير قليلا فترى مركزا تجاريا وقد اشير له بـ (مول) وهو مصطلح أمريكي ، ثم ترى مركزا آخر وقد أشير له بـ (سنتر) وهو مصطلح انجليزي. أما العملة الكندية فحيرتها أكبر ، فهي مطابقة للعملة الأمريكية في فئاتهـا (دولار ، وسنت للفلس) ، وعليها في نفس الوقت صورة للملكة البريطانية إليزابيث!
December 08, 2006 6:15 PM
Hehehehe !!! soo funny ..and SO true ! I still love it!