Harith's Space!

In "Harith's Space!" I share some personal feelings, memories, thoughts and observations. Help me to make this space positive by allowing me to learn from your feedback.


من أكثر المشاهد التي كانت تثير حزني في الهند هو منظر الأطفال المساكين الذين يشحذون في الشوارع والأماكن السياحية. معظمهم بين الثالثة والعشر سنوات. وبمجرد خروجك من السيارة في أحد الأسواق أو الأماكن السياحية ستجد كومة من الأطفال قد انهالت عليك يشحدون ويقولون كلاما بلغة غير مفهومة. حزين منظرهم وهم حفايا بملابس بالية وقد عاشوا مشقة الحياة في عمر مبكر. طالما أحسست بأنهم يفعلون ما يفعلون تحت تدريب ووصاية. فتحس أن جميعم يشحد بنفس الطريقة والأسلوب. فالأطفال بطبعهم مسيرين وليسو مخيرين ، وهم ببراءة يجمعون مالا لا يعرفون قيمته ، ولا يرون قرشا منه. آلمني ما حكاه زميل لي عندما شاركته ملاحظتي هذه فقال أنه رأى وهو في السوق سيدة تضرب طفلا بعصا في عنف لأنه أبى أن يلحق بجمع من السياح!

لازلت أذكر منظر ذلك الطفل الذي كنت أراقبه من داخل السيارة ونحن وقوف في إشارة المرور. كان يمد يده لرجل على دراجة نارية ، وكان الطفل يقوم كما يقوم غيره من الأطفال يقول كلاما غير مفهوم.. والرجل في تجاهل تام كما يقوم غيره من الرجال. مد الطفل يده كي يمس كف الرجل ليسترعي انتباهه فمس مقود الدراجة بطريق الخطأ ، فنظر بسرعة وفزع إلى الرجل إن كان قد انتبه لذلك ، ولما وجده سارح في عالم آخر راح المسكين يتحسس الدراجة ومقودها في براءة وفضول شديد ونسيَّ ما جاء لأجله!

أما أكثر الأطفال طرفا هو ذلك الذي لاحقنا فور خروجنا من تاج محل. ركض خلفنا يبيع ميداليات مفاتيح عليها صورة لتاج محل. عُمر ذلك الطفل حوالي عشرة سنوات. تعجبت ثم أُعجبت من طلاقته في الانجليزية لطفل في سنه وظرفه. استمر في ملاحقتنا وهو يشير للميداليات ويقول بانجليزية طلقة "10 روببات فقط.. 10 روببات فقط" ، فضحكت وقلت له "هذا كثير" ، فقال فورا ودون تفكير كثير "إذن 5 روبيات فقط لأجللك!" فضحك جميعنا بشدة حتى أصر زميل آخر أن يشتري منه تقديرا وتشجيعا لقدراته في فن المبيعات!!

10 – 5 - 2007 *

على طيران الإمارات من بومباي إلى دبي *

0 comments

Post a Comment

Subscribe to: Post Comments (Atom)