لازلت أذكر منظر ذلك الطفل الذي كنت أراقبه من داخل السيارة ونحن وقوف في إشارة المرور. كان يمد يده لرجل على دراجة نارية ، وكان الطفل يقوم كما يقوم غيره من الأطفال يقول كلاما غير مفهوم.. والرجل في تجاهل تام كما يقوم غيره من الرجال. مد الطفل يده كي يمس كف الرجل ليسترعي انتباهه فمس مقود الدراجة بطريق الخطأ ، فنظر بسرعة وفزع إلى الرجل إن كان قد انتبه لذلك ، ولما وجده سارح في عالم آخر راح المسكين يتحسس الدراجة ومقودها في براءة وفضول شديد ونسيَّ ما جاء لأجله!
أما أكثر الأطفال طرفا هو ذلك الذي لاحقنا فور خروجنا من تاج محل. ركض خلفنا يبيع ميداليات مفاتيح عليها صورة لتاج محل. عُمر ذلك الطفل حوالي عشرة سنوات. تعجبت ثم أُعجبت من طلاقته في الانجليزية لطفل في سنه وظرفه. استمر في ملاحقتنا وهو يشير للميداليات ويقول بانجليزية طلقة "10 روببات فقط.. 10 روببات فقط" ، فضحكت وقلت له "هذا كثير" ، فقال فورا ودون تفكير كثير "إذن 5 روبيات فقط لأجللك!" فضحك جميعنا بشدة حتى أصر زميل آخر أن يشتري منه تقديرا وتشجيعا لقدراته في فن المبيعات!!
10 – 5 - 2007 *
على طيران الإمارات من بومباي إلى دبي