كانت تبتسم في حديثها فتخرج الحروف عن فمها الوردي في هدوء ، وإيقاع رقيق عذب. أما عينيها فكانتا لا تستقران في عينيه إلا لجزء من الثانية ، ثم سريعا ما يغلبها الخجل فتكمل حديثها وهي تنظر لشيء آخر.. كذلك في إيقاع رقيق عذب.
كان لها وجها مريحا.. صافيا وبعيدا عن ضوضاء المكياج ، وهضبات البثور والحبوب. كان لها وجها يجعلك تصدق كل ما تقول.. فإن قالت أنها أتت لتوها من القمر لصدقت دون أي شك.
ولعله كان يعلم ذلك. لا بل حتما أنه كان على يقين بذلك ، فقد كان يستمع إليها ونظراته تفصح عن حبه. كان ينظر بتأمل ، وكأنه ينظر إلى لوحة فنية ، فيسرح في عالم آخر ثم يعود لوعيه من جديد محاولا الاستماع يتركيز أكبر. حقا صدق قولك يا أمير الشعراء يوم قلت بأن الصب (الحب) تفضحه عيونه. فهنا شابين يتحدثان ويضحكان في براءة ، سعيدين بحبهما وبخجلهما كذلك.
كان لا يزال يتابعهما من خلف الجريدة عندما لاحظ إلى قطعة الجاتوه الموجودة بينهما ، والتي بالكاد اقتربوا منها رغم منظرها الشهي. عاد يفكر وهو يختلس النظرات.. هاهو الحب ينسيك نفسك فتشبع برؤية المحبوب!
أعاد له ذلك المنظر.. المقهي ، الجاتوه ، الوجه الجميل ، البسم البريء ، الخجل.. كل ذلك أعاد إلى نفسه ذكرى لم يستطع هو ، ولا الزمن ، ولا حتى الأحلام نسيانـها. ذكريات قد تبدو انتثدرت من منظور عجلة الزمن ، ولكنها تعاود الظهور كل حين كالداء المزمن اللاعلاج له ، والذي تقل أو تزيد أعراضه بحسب المؤثرات الخارجية.
أدار وجهه عنهما ، ثم وضع الجريدة على حذه ، ووضع بقشيشا على طاولته ثم غادر المقهى في الطريق إلى عمله ، وهو يعلم أن شيئين سيلازمانه اليوم.. القلق والأرق.
May 19, 2009 6:45 AM
masha'a allah ,, raheeb ya 7arith
is this your own pen ?
May 19, 2009 9:53 AM
yes its mine. thanks :)
May 25, 2009 2:01 PM
أجمل ماقرأت علي المدونة علي الإطلاق ،، حساسة ، صادقة ، معبرة
جد رائعة جدا ، ماشاء الله