Harith's Space!

In "Harith's Space!" I share some personal feelings, memories, thoughts and observations. Help me to make this space positive by allowing me to learn from your feedback.


I don’t understand what’s the deal with United Airlines schedules? They are just very bad! My flights are always cancelled or delayed! I have been traveling on weekly basis since July, I have to tell you that I NEVER EVER went all the way to my destination and came back with no delays or cancellations.

Two weeks ago, I was supposed to fly from Omaha to San Francisco through Chicago. I found the first flight was delayed for two hours; therefore I missed my connecting flight at Chicago. So they put me in another flight from Chicago and when I got there it was again delayed for 3 more hours! So I was home at 3 AM instead of 9 PM. Just today my flight from Omaha was late for 1.5 hour so I missed my flight at Denver, now I have to wait for another 4 hours for the next flight!

So why do I fly with them after these bad experiences? Well, I have to say that I love their Frequent Flyer program!!!!

الناس في أومها يشربون كميات مهولة من المشروبات الغازية. فمن الصباح الباكر تجد علبة الكوكا كولا في أيديهم ، وفي كل فرصة وحين يشترون علبة أخرى فأخرى حتى ينتهي اليوم. لاحظت هذا في أول أيامي من زميل كنت أعمل معه معظم الوقت ، فقلت في نفسي أنه مسرف في شرب الكولا ، واحترت في نفسي كيف يشرب الكولا من الثامنة صباحا؟ ولكن بعد مرور الوقت لاحظت أن الكل يشرب الكولا بنفس الطريقة ومن الصباح الباكر. فهي كالماء لا وقت لها وحيثما وجددت بطل التيمم!

وكما يبدأ اليوم باكرا ، فلابد للغذاء والعشاء أن يكونا كذلك. ينصرف الناس في أومها للغذاء بدءا من الساعة الحادية عشرة! فتبدأ أنفك بالتقاط روائح البيرجر والهوت دوج وأنت لا تزال تتلذذ بشرب قهوة الصباح وتقول في نفسك يا فتاح يا عليم! أما كافتيريا العمل فتفتح أبوبها للغذاء من الحادية عشرة حتى الواحدة ، وأنا كل يوم بين مهرول وراكض للحاق بالغذاء قبل أن تغلق الكافتيريا!

وكأهل قرانا في السودان ، فالناس في أومها لا يسكنون الشقق.. بل ولا يطيقونها ، لذا فيندر ما تراها. فهم يحبون "البراحة" فيسكنون البيوت الفسيحة ، ويهتمون بحدائقهم ويزرعون زهورا أشكالها وألوانها تتغير مع المواسم. ذهبت في مرة مع صديق سوداني تعرفت عليه بمحض الصدفة (خالد خلف الله) وزميل أمريكي من أومها (نيثن) للغذاء في مطعم حبشي فأكلنا الزغني الشهي مع الكسرة الحبشية (الأنجيرا). كنت في البداية شغوفا لأرى كيف سيأكل الأمركي من أومها (الانجيرا) فلا طعم لها بالشوكة والسكين ، ولا لذه لها إن لم ينخلط الغامس والمغموس به! فوجدته قد بدأ بالأكل بأصابعه دون تردد ، بل وتعجبت من الخفة والرشاقة! وعندما انتهى من أكله سأل ضاحكا (هل تمانعون إن لحست أصابعي ؟!). ثم قال (أن له أقرباء يسكنون في قرى مجاوره ، وهم لا يقوموا من مجلس الطعام إلا وقد لحسو أصابعم تماما ، رغم أن سكان المدن يرون فيها عدم احترام لمائدة الطعام!) ولم بنتظر (نيثن) سماع ردي أو رد خالد عن سؤاله فلعق أصبعيه في تلذذ واستمتاع!

ذهبت في مرة أخرى للغذاء مع (نيثن) ولكن إلى مطعم متخصص في الأكل النباتي هذه المرة. وقد كان المطعم مكتظا ، فقال تعليقا أضحكني وجعلني أذكر أهلنا في ديار الشايقية وفي القرير تحديدا ، قال (عجيب أن ينجح مطعم نباتي في أومها ، لأنه من الصعب أن تقنع أحدا من أومها بالأكل إن لم ير قطعة من اللحم على المائدة!!).

الناس في أومها كأهل قرى السودان. مسالمون ، طيبون ، ومحافظون. يفتخرون ويعتزون بأصلهم. فتحس في كلامهم أنهم لا يقبلون المزاح ولا الانتقاد لمدينتهم. لذا فهم لا يقبلون نقد الغريب ولو كان في نقده فائدة لهم. قرأت هذا في كلامي معهم في أسابيعي الأولى ، ومن يومها أصبحت حريصا أن لا أفرط في كلامي وأن لا أكثر من المقارنة بمدينة سان فرانسسكو حيث أقيم. قررت في أحد الأسابيع البقاء في أومها في عطلة نهاية الاسبوع ، وعندما جاء الأسبوع الذي يليه وجدت الكثيرين يسألون بشغف أين ذهبت ، وهل أحببت المدينة ، وهل أكلت "أستيك أومها" ، وألم يكن الطقس جميلا صباح السبت؟ وكان لامفر من اختيار كلمات تبعث البهجة في نفوسهم ، فيثار بها لعاب السائل فيخفي جاهدا ابتسامة أظهرت بعضا من أنيابه.

اليوم في أومهـا يبدأ باكرا جدا ، وينتهي باكرا كذلك. في أول أسبوع لي كنت أحضر للعمل حوالي التاسعة صباحا وهو مبكرا في منطقة وادي السيلكون! كنت عندما أحضر أجد المعظم يعمل في إنهماك ويبدو في سيماهم دلالات العمل من ساعات. وعندما تدق الساعة أربعة دقات ، فستجدهم قد حزموا حقائبهم وانصرفوا لأمور دنياهم. عرفت فيما بعد أن غالبتهم يحضر حوالي السابعة. لذا فقد قررت مواكبة العصر وأصبحت أجيء للعمل في الثامنة وهو حل وسط رغم ما أعانية كل صباح! وفي صباح ما سألت زميلا من أومها إن كان قد رأى زميلا آخر كنت أبحث عنه ، فأجاب بالنفي ثم قال بعفوية: إن فلان يحضر عادة متأخرا أي حوالي الثامنة أو الثامنة والنصف!

قد قاربت بلوغ الشهرين على إقامتي بمدينة أومها بولاية نبراسكا الأمريكية. ومدينة أومها تشتهر بين قريناتها بأنها أكبر مصدر للحلوم في الأسواق الأمريكية. وأينما ذهبت سترى دعاية لمطعم متخصص في "الستيك". وإن نظرت لخارطة الولايات المتحدة فستجد أن مدينة أومها تقع تقريبا في الوسط. وبمناسبة موقعها الجغرافي فقد علمت في حديث عابر أن مطار أومها كان من أكثر المطارات ازدحاما يوم أحداث الحادي عشر من سبتمير 2001. فبعد أن سادت القناعة بأن تلك الحوادث ماهي إلا عملية ارهابية ، أمرت هيئة الطيران المدني كل الطائرات المحلقة بين الشرق والغرب على الهبوط في أقرب مطار ، فلم تجد تلك الطائرات الهائمة سوى مطار أومها المتواضع!

قلت أني مقيم في أومها ، ولكن إن جئت للحقيقة غير المجملة فأنا مقيم ولست بمقيم. أنا في حال بين استقرار وترحال ، حاملا لحقائب ومحمولا على أجنحة. أقيم مترحلا بين أومها وسان فرانسسكو منذ الأسبوع الأول في اغسطس الماضي.

وكأي بلد آخر ، الناس في الوسط يختلفون عن أخوانهم في الغرب.. هو الحال كذلك بين الناس في أومها و أخوانهم في سان فرانسسكو. والاختلاف هنا شكلا ومضمونا! وإن سألت عن السبب ، فستخوض في بحور نظريات (واطسن) و أصحاب المدرسة السلوكية في علم النفس والجدال حول (أهي البيئة ، أم الوراثة ، أم الاثنان معا). وتلك خيوطا بلغت من التعقيد مجالا لا فائدة من حلها... الآن على الأقل. ورغم حالي المتموج بين مستقر ومرتحل ، وحامل ومحمول و غريب وأغرب فقد لاحظت في غضون شهرين صفات مشتركة بين الناس في أومها. ولبسط المزيد من الراحة الذهنية للقارئ ، فعندما أقول "الناس في أومها" فأنا أعني الأمريكان البيض والسكان الأصليين لأومها.

وبالطبع لابد للحديث من بقية...

كان ذلك الشعور السائد لدي وأنا أقرأ آخر ما صدر للأديب العالمي الطيب صالح. قرأت له الكتاب رقم (7) من سلسلة (مختارات الطيب صالح) بعنوان (وطني السـودان). ومن عنوان الكتاب واسم الطيب صالح أسفل منه لك أن تتخيل الروعة!

بدأت في قراءته بعد أن اختفت الخرطوم عن الأنظار.. فغطت السحب نيلها العظيم. فلم يعد لك سوى الذاكرة العتيقة ، ومتعة النظر إلى الصور الثابتة ، والاستماع إلى لحن سوداني شجي كي تعيد الذكرى. أخرجت الكتاب وكأني أجعله سندا في إعادة تلك الذكرى.. وقد كان خير أنيس ومعين.

الكتاب سلس وممتع للغاية. استمتعت به لدرجة أنه كلما انتهيت من فصل من الفصول نظرت للفهرس كي أعرف كم فصلا جميلا آخر سأقرأ.. وبخوف أعد كم صفحة تبقت! كم جميلة القراءة عندما يكون الأسلوب سلسا وممتعا ومنسابا. كنت أعيد قراءة بعض الفقرات والجمل مرات ومرات من شدة اعجابي برقي الاسلوب ، والاختيار الجميل للكلم ، والتركيب الرصين للجمل. في الكتاب يتحدث الطيب صالح عن ما جال في خاطره في الفترة بين 1988 وربما منتصف التسعينات. لم يتعرض الكتاب لتواريخ أو سنوات ولكن بناءأ على أحداث ذكرها كان ذلك تقديري. الكتاب لا يخلو عن آراء ممتعة في السياسة وأسيادها. وعن شخصيات من المجتمع يصف بعضهم وصفا يجعلك تتشوق لسماع المزيد.

لا أدر حتى هذه اللحظة بم أصف ذلك النوع من الكتابة. فهو حتما ليس برواية ، رغم أنه خاض في تحليل شخصيات كأي راوي يصف بطل رواية. قد يكون عملا أدبيا انساب بين المذكرات والمقالات في التاريخ السوداني الحديث. فقد مال تارة نحو المذكرات أو الخواطر فقص عن أحاسيس ومشاعر ملكته في وقت من الأوقات. ومال تارة أخرى نحو المقالات فقص عن شخصيات معروفة في المجتمع السوداني مع بعض التعرض لتاريخ السودان بعد الاستقلال. فحكى وسرد بعين شاهد متأمل للسياسة في السودان. الحقيقة أنه لا يهم أي نوع من الأعمال تلك ، وإنما الأهم أني استمتعت بما قرأت رغم أني لا أعلم ما هو! باختصار ، الكتاب رائع كسابقيه وحتما لابد من قراءته

أستاذ الطيب ، كلما قرأت لك زاد وكبر حبي واعجابي بقلمك وشخصك. حفظك الله ورعاك لأمتك المحبة والمفتخرة بك دوما.

في نفس الصف كان لنا مدرسا لمادة العلوم اسمه (عبد الصمد).. قصير القامة ، مملتيء وله صلعة لامعة كالتي وُعدت بها! كان صعبا ، ولم يكن محبوبا. في مرة حضر إلى الفصل بخلق ضيق فراح يشخط ويعلو صوته كل حين. ثم بدأ يصحح الواجب وعندما نظر لدفتري وجد خطأ ما ، فقد جاوبت سؤالا آخر فرسمت شيئا غير المطلوب! فخرج عن طوره وأتى بقلم السبورة الأسود ورسم اشارة ( X) كبيرة على الرسم وكل ما سبق من الدروس والواجبات ، ثم رمى الدفتر على الأرض. عدت للمنزل وأخفيت الدفتر جيدا من والدتي. فبتفكير طفولي بريء لم ألم شخصا سوى نفسي ، ولم أفكر أن الأستاذ قد بالغ في ردة فعله. ولكن في نفس المساء قال لي صديق (المعز سيف بلال) وهو يكيرني بسنوات ومعي في نفس المدرسة ، أنه كان يساعد استاذ عبد الصمد في جمع الدرجات وقد رأى درجتي صفرا على كل الواجبات. عندها فقد أحسست أن الموضوع يحتاج لتدخل عاجل من الأمم المتحدة.. فخبرت والداي. وأذكر أنهم انزعجوا بشدة بعد رؤيتهم للدفتر فقررا دون إعلامي أن تتصل والدتي بالمدرسة والتحدث إلى الاستاذ. ووالدتي بارك الله فيها ، أكثر حكمة ومرونة في هذا النوع من المواقف فتعرف تماما كيف تشد ومتى تلين. أما والدي أعزه الله بالخير فبرغم طيبة قلبه فإن جينات أجداده العساكر بيناشينهم وسيوفهم مطبوعة فيه بقوة ، فقد يصّعد الموقف ويعتبره إعلان حرب!

اتصلت والدتي بالاستاذ وعبرت له عن انزعاجها. وأعلمته أن والدي طبيب للأمراض النفسية ، وهو مسافر ولا يعلم عن المشكلة. ولكنه إن عرف فقد يشتكيه إلى وزارة التربية والتعليم فقد أثرت في نفس الطفل المسكين! لم أعرف أن والدتي قد اتصلت حتى عدت للمنزل ، ولكنني أحسست أن شيئا ما قد تغير في استاذ عبد الصمد في ذلك اليوم! فقد جاء إليّ وقال شيئا كـ (إوع تكون زعلت مني يا حبيبي؟) وبالطبع لم أعرف بماذا أرد! (حبيبي؟ .. أستاذ عبد الصمد؟) لا يمكن! قال (أنا عاوزك تعمل كشكول جديد وتجيبهولي الاسبوع الجاي).

ومن يومها أصبحت الطفل المدلل لأستاذ عبد الصمد ، فأصبحت أنا الذي يرسلونني إلى الإدارة ، وأنا الذي أراقب الصف عندما يخرج الاستاذ من الفصل ، وأنا الذي يوزع الدفاتر على الطلاب وأنا وأنا وأنا! حتى جاء يوم خفت فيه من الإفراط في الدلال.. فقد كان لدينا حصة ما وكان في الحصة السابقة قد امتحنا في مادة العلوم. طرق الباب.. فإذ بأستاذ عبد الصمد على الباب يقول للأستاذ الآخر أنه يريد التحدث إليّ لدقيقة. وبالفعل خرجت معه ودعاني لمكتبه وفتح ورقة الامتحان. قال بمودة مصطنعة (انته مازاكرتش كويس ولا ايه يا حارس؟) ثم أردف قائلا (اشطب اجابتك دي واكتب ... ، وكمل التعريف ده واكتب ...) عدلت ربما ربع ما كتبت ، وأنا مخلوع من فرط الدلال! وفي اليوم التالي أعاد ورقة الامتحان وكانت درجتي 14 من 15 !!!

أما في الصف الثالث فكان مربي الفصل اسمه عبد المقصود. كل ما أذكره عنه هو شكل شعره ورأسه من الخلف. فقد كان فيه شيب خفيف ورأس مثلث الشكل! كان مثلثا قاعدته في الأسفل وكان ذلك بلا شك مصدر سخرية وتندر بين الطلاب.

أذكر أنه في صغري كلما حدث أمر أسعدني قلت في سري (أشكرك يا رب).. كان ذلك في نظري أمر هام وسر خطير ، فأنا أرفع يدي بسرعة وفي خفاء... وكأني الوحيد في هذا الكون الذي يشكر ربه! في نفس السنة في اختبار التربية الإسلامية النهائي وكان امتحانا شفهيا سألني استاذ عبد المقصود (كيف تشكر وتحمد ربك على النعم؟). والواضح أنني لم أذاكر جيدا فقد وجدت الاجابة في الكتاب فيما بعد وهو بإيتاء الفرائض وغيره. نظرت لأستاذ عبد المقصور بخلعة.. فالإجابة الوحيدة لدي هي برفع يدي للسماء وقول (أشكرك يا رب) ولكني لا أستطيع أن أكشف سري! فأخذت أتململ وأفكر بين كشف سري والرسوب في الامتحان.. أجبت (أقول أشكرك يا رب) ، فنطر لي نظرة المستعجب ، وقال (وتاني؟) تململت أكثر ثم قلت (أقول اشكرك يا رب وأنا رافع يدي إلى السماء). لم يقل شيئا بل ابتسم ، ووضع الدرجة وقلبي يدق من الخوف! وكانت 13 من 15!

في الصف الرابع كان لنا مدرس تربية إسلامية شاب في عمره. كان اسمه (ماجد) وهو كمعظم المدرسين فقد كان مصريا. كانت له لحية سوداء مهذبة تغطي وجها طفوليا. ومع كل هذه الصفات المطمأنة للنفس فقد كان بالغ القسوة! كان يجيء للفصل يوم تسميع سورة من السور بمسطرة خشبية طولها متر ومع كل خطأ في تسميعك للسورة تأخد علقة من المسـطرة! وياما ذقت وأكلت من تلك المسطرة! عندما أذكر طريقة ضربه أقول أنه غير سوي. كنت أحس أنه يستمتع وهو يضرب ، وكأنه يخرج عن نفسه شيء ما. فكما يخرج الشاعر بقصيدة ، والكاتب بقصة أو رواية فهـو يفرغ ذلك الشيء في طلبته الغلابة. كان إن بدأ بضربك في اليد اليمنى قال (يلا افتح ايدك الشمال عشان متزعلش ايدك وتؤل اشمعنا اليمين!).

بعد انتهاء تلك السنة وجدت أن كل ما أقوم به - حسب تشريعه هو - حرام! فقد قال أن التلفزيون حرام ففيه مضيعة للوقت ، والشاي فيه إيذاء لصحتك ، وكذلك كرة القدم فلعبها هدر للزمن ، أما مشاهدتها ففيها نظر لعورات لاعبين لم يغطي (الشورت) ركبهم! سامحه الله.. فقد أرهبنا وحرّم علينا لهونا ، ولم يقل لنا أن الدين يسر وأن الله غفور رحيم.

ح.ع

في نفس السنة أذكر مدرس اللغة الانجليزية. كان مصريا واسمه أسامه ، لا يلبس شيئا غير الجلباب القصير وله لحية كجماعة الأخوان المسلمين في مصر! كان كلما أراد كتابة اسمي أخطأ وكتب (Elhareth ) بدلا من (Elharith ) وكان ذلك يثير ضيقي واستفزازي. كلما صوبتها له أعاد لي في اليوم التالي ورقة وقد أخطأ في اسمي مرة أخرى!

في ذات مرة اشترى لي والدي من انجلترا (تي شيرت) أعجبني بشده. كان عليه صورة جميلة للندن القديمة. فأصريت على لبسه في اليوم التالي وأنا مكتمل الفرحة. ولمشيئة الأقدار راودني الظمأ في حصة اللغة الانجليزية ، فذهبت نحو أستاذ اسامه وكان مشغولا بتصحيح بعض الدفاتر.. استأذنت الخروج فرد بعدم الممانعة ، ثم أدار وجهه علي بسرعة وقال (تعال هنه.. ايه ده يا حارس؟) وهو يشير لشيء ما في قميصي الجديد. قال (ده صليب!) اندهشت فنظرت أين هذا الصليب الذي لم يره أي منا.. لا أبي ولا أمي ولا أنا!.. وكان بالفعل صليبا! ولا يظهر لك إلا إن دققت النطر فستجده على قبة مبنى قيل لي أنها تسمى بالكنيسة وهي أين يصلي المسيحيون. قال أستاذ أسامه بصورة حاسمة (انته مسيحي؟) ، قلت بخلعة وأنا لا أدر بالظبط ما تعني ، ولكن من طريقة سؤاله عرفت أن الإجابة بالنفي هي الأفضل ، فقلت (لا!).. قال (أزاي تلبس دي.. مش عاوز اشوفك لابسها تاني .. انته سامع؟) ، قلت بخوف (حاضر) ثم خرجت لشرب الماء وربما لدورة المياه من بعدها! عدت للفصل بعد ذلك ووجدت كل الطلاب عينهم على ذلك القميص. منهم من يسأل (الحارث ، انته كافر؟) وأنا أجيب بالنفي والدموع توشك أن تنهمر! يومها لم أتحدث مع أحد في المدرسة ، وصرت أذهب وأجيء وأنا مكفكف يدي لأخفي ذلك الشيء الذي المسمى بالصليب. عدت للبيت وما أن أغلقت الباب حتى اجهشت بالبكاء وجريت لوالدتي وحكيت ، فأرضتني كعادتها وأتت بإبرة وخيط وغطت ذلك الشيء المسمى بالصليب بمستطيل أسود!

ح.ع

لا أدر حتى هذه اللحظة مالذي جعلني أذكر مدرستي الابتدائية ، ومالذي حدث لذاكرتي فجعلها تذكر مراحل دراستي الأولى بمدرسيها وطلابهـا. كنت في الطائرة في رحلة من أوماها إلى دينفر في طريقي إلى منزلي بسان فرانسسكو ، وكانت الطائرة تدور وتدور حتى تخف الأمطار في دينفر فيسمح لها بالهبوط. فلا المكان ، ولا الزمان ، ولا حتى الأجواء تدعوني لتذكر مدرستي الابتدائية.. ولكن بمشيئة قادر أحد حدث تسلسل منطقي غريب.. تسلسل لا أذكره من صغره ، جعلني أذكر تلك المرحلة بتفاصيل محيرة فتبسمت وأستعجبت. فوددت الكتابة والتدوين حال وصولي لمطار دينفر ، فالذاكرة أصبحت حاطئا مال حتى وقع وانكسر.. فهـرعت كعادتي لدفتري وقلمي وهما سلواي أينما طارت بي الأقدار.

كان اسمها (مدارس المنارة الشرقية) وكان لها فروع عدة في أنحاء المملكة العربية السـعودية ، فتسمى المنارة الغربية في جدة ، والشرقية في الخبر والمدن المجاورة لهـا وهكذا. وقد علمت فيما بعد (بعد قرابة خمسة عشر عاما) من صديقي العزيز (عمار الجلي) والذي عاش الرياض في نفس الفترة ، بأنه وكل الأطفال الأشقياء كان يسخرون من أصدقائهم الذين يدرسون في المنارة. فهي بنظرهم مدرسة للأطفال المدللين! وعندما أذكرها اليوم استعجب عن أي دلل كانو يضحكون!

درست فيها مراحلي الدراسية من الصف الأول إلى الصف الرابع الابتدائي. في الصف الأول أذكر مربي الفصل وكان اسـتاذا فاضلا. كان مصري الجنسية واسمه مصطفى نور الدين. كان دائم البسمة ، واسع الأفق وذا خلق رفيع وكريم. كنت معجب به بشده.. ربما وجدت فيه شيئا في ذلك العمر. ولعله احس بذلك الاعجاب ، فكان يوليني رعاية خاصة حتى آخر يوم لي في المدرسـة.

أذكر له خطه الجميل بالعربية. وإن علّق أحد اليوم على خطي بالمدح فسأدعو له في سري. كنت أقلد كل ما يكتب.. حتى توقيعه! كان له توقيع أذكره حتى اليوم.. توقيع وكأنه رسم بريشة فنان. فكان أول توقيع لي نسخة مطابقة لتوقيعه!

أذكر أنه في ذات مرة كان يتلو لنا سورة التين ، وعندما قرأ الآية (ثم رددناه أسفل سافلين) قلت في نفسي (مسكين فهو ألجن فقال سافلين بدلا من ثافلين)! كنا لا نقرأ بالطبع في ذلك العمر ، فنحفظ ولا نقرأ فحفظتها (ثافلين) وأنا مصّر كل الاصرار أنه لا يعرف نطق السين وإنما هي (ثافلين). اكتشفت خطأي بعد سنين ، وإلى يومنا هذا كلما سمعت أو قرأت تلك الآية ابتسمت واحسست بأنني أنطقها خطئا وهي (ثافلين)!

ح.ع

أضأنا أنوار الغرفة ووضعنا ملابس النوم وفرش الأسنان في كيس وانطلقنا بالسيارة! وعلي يضحك على قيادتي ويقول (البشوف سواقتك دي بيقول ماشي تلاقي بت ، مش ماشي تنوم!). قلت له يجب أن لا نحك لابراهيم وساره على فعلتنا هذه وإلا فسيستمرون في ضحكهم اسبوعا كاملا! بدأنا بفندق قريب من المنزل فصدمنا بسعر لا يستحق إقامة لمدة لن تزيد عن ستة ساعات ، فاتجهنا نحو شارع لا يعرف شيئا غير الفنادق والمطاعم! توقفنا أمام فندق لا بأس به ، وقبل دخولنا وجدنا على الباب ورقة معلقة تقول (عذرا لا شواغر). لم نهتم بالأمر كثيرا وقلنا أن هنالك سبعة أو ثماني فنادق أخرى. ذهبنا لفندق لفندق ثاني وثالث ورابع وخامس وسادس وكنا نجد في كل مرة ورقة معلقة على الباب أو المدخل بنفس الخبر الكريه! تعجبنا وتحيرنا ما المناسبة هذا الاسبوع في سان هوزي؟ أهناك معرض او مؤتمر ما؟! لم يبق إلا فندق واحد لم نتوقف عنده ، نزل علي وانتظرت في السيارة وأنا فاقد الأمل. ثم جاء علي وهو يمشي بحماس غير الذي غادر به السيارة قبل دقائق قليلة ، قال (توجد غرفة واحدة ولكنها للمدخنين ، هل هذه مشكلة لك؟) قلت دون تفكير (لا طبعا!!). سألنا المسئول هناك وكان من ارتريا عن سر إزدحام الفنادق الليلة ، فقال ضاحكا أن معظم سكان المنطقة يقضون ليلتهم في الفنادق لعدم وجود مكيفات في منازلهم ، بل أن غالبيتهم قد جاء من أول اليوم فقضوا يومهم في البرك والمسـابح!!

ليلة ساخنة! ليس هذا عنوان لفيلم جديد ولا حتى عنوان لذكرى موعد غرامي مثير وإنما هو الوصف البسيط الميسر الذي اعطيه لليلة التي قضيتها في سان هوزي الاسبوع الماضي. موجة الحر التي تجتاح المدن الأوربية والأمريكية آتت أكلها على سائر ولاية كالفورنيا. منذ قدومي لسان فرانسسكو في مايو 2004 لم أر الحر الذي رأيته في ذلك الاسبوع. ولأن المناخ في منطقة وادي السيلكون - حيث سان هوزي وسان فرانسسكو - معتدل طوال السنة فإن كثيرا من البيوت والشقق لا تعرف شيئا عن أجهزة التكييف! فكانت الضربة في ذلك اليوم قاضية!

ذهبت ليلتها مع صديقي علي لحضور حفل زفاف أحياه صاحب الموهبة المدفونة سامي المغرب ، فغنى بتألق ليه بتسأل ، 19 سنة فكانت تلك كافية لي جدا أن أطرب وأرقص وأخرج من الحفل راضيا مرضيا! عدت أنا وعلي لشقته ونحن في غاية التعب ، وقد كان علي منهكا أكثر مني فقد رقص حتى فتر! ولكني حسب رؤيتي له في مناسبات أخرى فهو لم يستخدم سوى مخزونه الاحتياطي في تلك الليلة!

المهم.. عدنا هرعين إلى السرير لنجده وكأنه وضع في غرفة سـاونا! رقدنا على أمل تحسن الجو.. وكان كأمل الشيطان في الجنة ، فالريح ساكنة وراقدة في سبات عميق ، والحر يلازم الطقس بكل ثقل دم! فمهما فعلت من حيّل كرش الماء على رأسك أو الميل نحو الشباك فما من منجي ولا حيلة تجدي! مر على ذلك الحال قرابة نصف سـاعة ، وكانت الساعة قد اقتربت من الرابعة والنصف فجرا والحال كما هو وعيني لم تذقا طعم النوم.. فتذكرت قول الكابلي وغنيت للحر (يا مشهيني طعم النوم وطيفك في خيالي يحوم!). قطع السكون صوت علي وهو يقول بضيق (لو قيل لي أن هناك متجرا يبيع في هذه اللحظة مروحة بثلاثين دولارا - وهو سعر مرتفع نسبيا - فلن أتردد في الذهاب!) ضحكت ثم فكرت للحظة وقلت (ماذا لو قيل لك ادفع عشرة دولارات فوق الثلاثين واقض الليلة في فندق بتكييف بارد وسرير مريح؟!). فضحك ثم قال (تعرف.. فكرة ما بطالة أبدا!!) قلت لنذهب إذا!

ولليلة بقية!

كان صباحا صحوا.. ظل مريح ، وجو ليس ببارد ولا ساخن .. وشمس منعشة تغازلك فتظهر تارة وتختفي تارى أخرى كي لا تصبح ضيفا ثقيلا.. هكذا كان الجو في سان فرانسسكو ذلك اليوم. جلست في ذلك المقهى كعادتي مستمتعا بكوب قهوة ، أتصفح موقعي المفضل امدر دوت كوم ، وعلى أذني يشدو المبدع عبدالكريم الكابلي رائعته (تاني الريده).. أي باختصار جلسة ولا بألف جلسة!

جلسن على الطاولة المقابلة لي أربعة فتيات كل واحدة أجمل من الأخرى حتى أنني احترت في لحظة أيهما الأجمل! ولكني استقريت أخيرا أن صاحبة الشعر الأسود اللامع والقميص الزهري الفاقع هي أجملهن! جلسن يتحدثن ويضحكن في أمر لم يهمني معرفته وأنا أرى كل ذلك الجمال الصارخ.. فكرت في لحظة أن أزيح صوت الكابلي لأسمع فيم يتحدثون ، فوجدت الخيار صعبا خاصة عندما وجدته يغرد ويقول (مواكب الريده القدام يا غالي شهوني المنام) وما أجمل ذلك المقطع.. فعرفت حينها أن الكابلي قد غلب بفارق كبير في الأهداف! لذا فقررت النظر بخلسة من حين لآخر ووجدت أن مراقبة الوجوه وحركات الفم لها دلالات أكبر عندما لا تسمع. وأثناء مراقبتي لاحظت أمرا عجيبا للغاية ، لقد لاحظت أنه عندما تتكلم أحداهن فيستمع إليها الأخريات فهن لا ينظرن إلى مكان واحد محدد كالفم أو العين ، بل تحوم أعينهن بسرعة وببداهة عجيبة في كل مكان في وجه الفتاة! حاول تكرار التجربة بنفسك وراقب عيني الفتاة عن بعد!

أمر عجيب حقا ، تجد أن عيني الفتاة قد حامت حول وجه الفتاة أشبه بدوران المكوك الفضائي ديسكوفري بسرعة تفوق سرعة الضوء. وبلا شك كان لابد أن تفكر مع كل رؤية! فطرق بداخلي سؤال (هل تسمع الفتاة كل ما يقال؟) أشك! لأنه لا يمكنك أن تقوم بأمرين مختلفين تماما في نفس الوقت. لذا فإنه على الأغلب أن الفتاة تسمع ستة أو سبعة كلمات من عشرة.

ألم تستنتج بعد علاقة كل هذا بموضوع قوة ملاحظة الفتاة؟ لقد وجدتها واضحة وضوح الشمس بعد تلك الحادثة.. لا أدع الذكاء لأني أعرف الحقيقة المحزنة ولكني كنت في جو استجمامي مشجع للتفكير فاستطعت حل العقدة! الأمر يا عزيزي أن للفتاة غريزة فطرية - وقد تكون داءا والله أعلم- اسمها (المقارنة) ، وهذه الغريزة هي التي تجعل الفتاة تنظر بعين مقارنة لصديقاتها في الملبس والمظهر. ولكي تقارن فلا بد أن تجمع كمية كافية من البيانات ، ولكي تكون بياناتك مفيدة وذات معنى ومدلول فلا بد أن تجمعها بدقة ، ولا بأس من إعادة جمعها مرات ومرات! ولأن المقارنة لدى الفتاة غريزة فهي تمتد لحدود وأبعاد الملاحظات البسيطة الأخرى! لذا فإن قوة الملاحظة في رأيي سمة من سمات المقارنة.

على العموم قد يكون لحديثي بقية وقد لا يكون ولكنه قيد الدراسة والملاحظة حتى اشعار آخر! ولك كل الحب با بنت حواء!

ح.ع

طالما قيل لنا أن للفتاة قوة ملاحظة تفوق الرجل بكثير.. وطالما حدثت لي مواقف جائت لتؤكد هذه الحقيقة. لم أجتهد يوما لكي أجد تفسيرا لهذا القول واعتبرته كغيره من المسلمات.. تماما كشروق الشمس من الشرق وغروبها من الغرب! ولكني اليوم وبعد ستة وعشرين سنه إلا ثلاثة أشهر سعيد لأعلن أنني عرفت السبب فغاب العجب! والفضل كله يعود إلى مجموعة الفتيات الجميلات اللائي جلسن أمامي في مقهى بمدينة سان فرانسسكو!

وبالطبع لابد للحديث من بقية!

ح.ع

عجيب أمرها الأغاني.. تسمع الأغنية أو بالكاد مقدمة لحنها بعد سنين طال عمرها فتقفز بذاكرتك لزمان ومكان ما. عجيب أمرها فهي تنِّفر عن كل الغبار المترامي فوق صفحات من ذاكرتك فتجعلك تذكر زمانا ومكانا وأناسـا ما كنت لتذكرهم قبل سماع الأغنية.

دخلت موقع (طرب) لأستمع لبعض الأغاني فبدأت بأغنية (راجعين) لعمرو دياب فتذكرت اختي الصغيرة (حباب) وهي في الثانية أو الثالثة من عمرها وهي ترقص طربا مع هذه الأغنية! فقد كانت أغنيتها المفضلة بجانب (حبيبي يا نور العين). تذكرت طفولتها البريئة وكل ما صاحب ذلك من ذكريات جميلة.

استمعت بعدها لأغنية (ودارت الأيام) للرائعة أم كلثوم. ومن أول مقدمتها الموسيقية تذكرت متى كنت استمع لهذه الأغنية.. كان ذلك تحديدا في يناير- فبراير 2000.. أيام رئاستي لرابطة الطلبة السودانيين بجامعة الإمارات. تذكرت حفلة الاستقلال التي كنا بصدد تنظيمها في ذلك الوقت وتذكرت كل ما صاحب تلك الفترة بحسناتها وسيئاتها.

استمعت لأغنية (لا تكذبي) لعبدالحليم حافظ فتخيلت نفسي في طائرة طيران الخليج في طريق عودتي للامارات من السودان في سبتمبر 2000 فقد تعرفت على هذه الأغنية لأول مرة في تلك الاجازة من ابنة خالتي (رزان) فسجلت الشريط واستمعت له طوال رحلتي وأنا أقرأ رواية لاحسان عبدالقدوس!

أخيرا استمعت لأغنية (يا ساكن أفكاري) لماجدة الرومي فتخيلت نفسي في السيارة مع والدتي وأنا جالس في المقعد الخلفي ونحن في طريقنا إلى السوق! كنت وقتها لم أبلغ الحادية عشرة وكانت والدتي تستمع لألبوم (كلمات) في ذلك الوقت بكثرة! تلك الذكرى بالتحديد أثارت بداخلي شوق غريب لأيام الطفولة.. وددت لحظتها لو عدت لذلك الزمان والمكان.. اشتقت لبيتنا القديم.. اشتقت لأخذ المصروف من أبي.. اشتقت لأخذ الإذن بالخروج والإذن بالسهر.. ثم تذكرت المدرسة ، والواجبات ، والزي المدرسي البائس ، والاختبارات المفاجئة والغير مفاجئة ، وتذكرت والدتي وهي تنادي وتقول (ذاكر ذاكر ذاكر) فصحوت من حلمي ونسيت كل تلك الذكريات الجميلة وسعدت أيما سعادة بحالي اليوم!

ح.ع

Yesterday I went with my buddy Ali to the movie theatre to watch the Superman Returns. When we got there (10 minutes late) we found the tickets were sold out! So we decided to watch something else since we already made it to the theatre. Looking to the movies list, Ali said let us watch Click by Adam Sandler it must be funny. I agreed and said to myself I am sure it will be one of his romantic comedy movies! Now after watching the movie, I have to say that I was so very wrong!!

Well.. it was more drama than comedy and there was almost no romance at all! The movie is excellent and probably one of the best that I watched in 2006. It summaries the work-life balance challenge that so many family men suffer from. I don’t want to ruin the movie, but this is the summary given by Imdb “Click focuses on a workaholic architect who finds a universal remote that allows him to fast-forward and rewind to different parts of his life. Complications arise when the remote starts to overrule his choices

In two words it’s a “MUST SEE” movie!

Subscribe to: Posts (Atom)